.الحديث الحادي والسبعون:
أخرج أحمد، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«بينما رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة، يقول: إسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله: ما إسمك؟ قال: قلان: للإسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله: لم تسألني عن إسمي؟ قال لأني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: إسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما أنك قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأنا أتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثا».
.الحديث الثاني والسبعون:
أخرج أحمد، والشيخان، وابن ماجة، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لا حسد إلا في إثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها».
.الحديث الثالث والسبعون:
أخرج أحمد، والشيخان، وأبو داود عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«الخازن المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيبة به نفسه، فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين».
.الحديث الرابع والسبعون:
أخرج أحمد وأبو يعلى، والضياء عن بريدة، وإبن أبي الدنيا عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان».
وفي رواية الترمذي عن أنس
«إن الدال على الخير كفاعله».
وابن النجار عن علي
«دليل الخير كفاعله» والبزار عن ابن مسعود والطبراني عن سهل بن سعد، وعن ابن مسعود:
«الدال على الخير كفاعله».
.الحديث الخامس والسبعون:
أخرج أبو يعلى، والبزار عن أنس، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله».
.الحديث السادس والسبعون:
أخرج الخطيب عن أبي هريرة، وابن لال عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ذبوا عن أعراضكم بأموالكم».
.الحديث السابع والسابعون:
أخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشر أواق فتصدق منها بأوقية، وكان آخر له مائة أوقية فتصدق منها بعشر أواق، هم في الأجر سواء، كل قد تصدق بعشر ماله».
.الحديث الثامن والسبعون:
أخرج النسائي عن أبي ذر، وابن حبان في صحيحه، والحاكم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«سبق درهم مائة ألف درهم، رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها».
.الحديث التاسع والسبعون:
أخرج القضاعي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، والديلمي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«السماح رباح، والعسر شؤم».
.الحديث الثمانون:
أخرج الحاكم في تاريخه، والديلمي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قالك
«شاب سخي حسن الخلقن أحب إلى الله تعالى من شيخ بخيل عابد سيىء الخلق».
.الحديث الحادي والثمانون:
أخرج أبو بكر بن مقسم في جزئه عن عمرو بن عوف: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«صدقة المرء المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله بها الفخر والكبر».
.الحديث الثاني والثمانون:
أخرج أحمد، وابن ماجة، عن سراقة بن مالك، وأحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهماك أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«في كل ذات كبد حرى أجر».
وأخرجه البيهقي عن سراقة بلفظ:
«في الكبد الحارة أجر».
.الحديث الثالث والثمانون:
أخرج أحمد، والشيخان، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«قال الله تعالى: أنفق، أنفق عليك».
.الحديث الرابع والثمانون:
أخرج الدارقطني في الأفراد عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«قبضات التمر للمساكين، مهور الحور العين».
.الحديث الخامس والثمانون:
أخرج ابن عدي، وابن عساكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى اله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«قوا بأموالكم عن أعراضكم، وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه».
.الحديث السادس والثمانون:
اخرج أحمد، والحاكم عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضي بين الناس».
.الحديث السابع والثمانون:
أخرج العقيلي في الضعفاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«كم من حوراء عيناء، ما كان مهرها، إلا قبضة من حنطة، أو مثلها من تمر».
.الحديث الثامن والثمانون:
أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لولا أن المساكين، يكذبون، ما أفلح من ردهم».
.الحديث التاسع والثمانون:
اخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة، إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسالة يريد بها كثرة، إلا زاده الله بها قلة».
.[أثر ثواب الصدقة]:
.الحديث التسعون:
أخرج ابن المبارك عن ابن شهاب مرسلا: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ما أحسن عبد الصدقة، إلا أحسن الله الخلافة على تركته».
.الحديث الحادي والتسعون:
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده، فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة».
.الحديث الثاني والتسعون:
أخرج أحمد، والضياء: عن عبادة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وىله وسلم قال:
«ما من رجل يجرح في جسده جراحة، فيتصدق بها إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق» ز وفي رواية للطبراني عن عبادة
«من تصدق بشيء من جسده، أعطي بقدر ما تصدق».
.الحديث الثالث والتسعون:
أخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ما من مسلم كسا مسلما ثوبا، إلا كان في حفظ الله تعالى، ما دام عليه منه خرقة».
.الحديث الرابع والتسعون:
أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».
.الحديث الخامس والتسعون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وىله وسلم قال:
«ويل للأغنياء من الفقراء».
.الحديث السابع والتسعون:
أخرج أبو داود، والحاكم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول».
وأخرج أحمد، ومسلم، والنسائي عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه:
«أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
وأخرج أحمد، والطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما:
«اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدا بمن تعول».
.الحديث الثامن والتسعون:
أخرج الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«هدية الله إلى المؤمن، السائل على بابه».
.الباب الثالث: في آداب الصدقة وأحكامها المنصوص عليها:
وفيما يطلق عليه إسمها، وفي ذم السؤال وما يتعلق به:
.الفصل الأول: في الآداب والأحكام:
.[ في آداب وأحكام الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج أحمد، وابو داود، والحاكم، والطبراني: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إبدأ بمن تعول».
ومر لهذا الحديث طرق، وسيأتي له طرق أخرى عند البخاري، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم.
.الحديث الثاني:
أخرج النسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وىله وسلم قال:
«إبدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا، وهكذا».
.الحديث الثالث:
أخرج الطبراني عن معاذ رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إبدأ بأمك، وأبيك، وأخيك، والأدنى فالأدنى، ولا تنسوا الجيران، وذوي الحاجة».
.الحديث الرابع:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني، وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الإبن أطعمني إلى من تدعني».
.الحديث الخامس:
أخرج أحمد عن أبي رمثة، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه عن طارق المحاربي: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك واباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك إنها لا تجني نفس على أخرى».
وأخرج أحمد، ومسلم:
«إذا أعطى الله الرجل خيرا، فليبدا بنفسه وأهل بيته».
.الحديث السادس:
أخرج أحمد، والبخاري عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«اليد العليا، خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله».
.الحديث السابع:
أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قالك
«إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين».
.الحديث الثامن:
أخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وأحمد، والنسائين وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي».
وأخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، والحاكم:
«لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله، أو لعامل عليها، أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله، أو لرجل كان له جار مسكين، فتصدق على المسكين فأهداها المسكين للغني».
وفي رواية لأحمد، وأبي داود:
«لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة: في سبيل الله، أو ابن السبيل، أو جار فقير يتصدق عليه فيهدي لك أو يدعوك».
وأخرج البخاري، والنسائي
«ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحي ولا يسأل الناس إلحافا».
وأخرج أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي:
«ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان؛ والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس».
وصح في أحاديث كثيرة أن الصدقة لا تحل لمحمد، أو لآل محمد، فهي محرمة عليه صلى الله تعالى عليه وآله فرضها ونفلها، وأما على آله فلا يحرم عليهم إلا فرضها، ولو نذرا وكفارة بخلاف نفلها.
.الحديث التاسع:
أخرج أحمد، والطبراني عن أبي أيوب، وعن حكيم بن حزام، والبخاري في الأدب، وأبو داود والترمذي عن ابي سعيد والطبراني والحاكم عن أم كلثوم أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح».
.الحديث العاشر:
أخرج الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك».